في ظل ما شهدته العاصمة لندن من تجدد انتشار فيروس “شلل الأطفال” لأول مرة منذ الثمانينيات، ستطلق بريطانيا حملة لإعطاء جرعة تنشيطية من لقاحات الوقاية من الفيروس، لمن تقل أعمارهم عن عشر سنوات.
ورصدت وكالة الأمن الصحي 116 فيروسا لشلل الأطفال في 19 عينة صرف صحي هذا العام في لندن.
ولم يتم رصد أي إصابات حتى الآن لكن في محاولة لاستباق أي تفش محتمل، ستدعو السلطات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام وتسعة أعوام إلى تلقي جرعة تنشيطية من اللقاح.
وتتباين معدلات التحصين في أنحاء لندن لكنها تظل في المتوسط تحت معدل التغطية البالغ 95 بالمئة، الذي تقترح منظمة الصحة العالمية أنه ضروري لإبقاء شلل الأطفال تحت السيطرة.
لكن قدرة مرض شلل الأطفال على استعادة موطئ قدم، وإن كان محدودا، في كنف منظومة صحية متقدمة، ينذر بأن الفيروس ما يزال قادرا على أن يعود ما دام الطب لم يقض عليه نهائيا.
ويطرح رصد هذه الحالات من شلل الأطفال في بريطانيا أسئلة حول سبب الظهور بالمملكة المتحدة دون غيرها من بلدان أوروبا الأخرى.
وتعتمد بعض اللقاحات على حقن الجسم بنسخ ميتة، أو ضعيفة للغاية، من الفيروسات حتى يتعرف عليها الجهاز المناعي، ويصبح قادرا على تحييدها، في حال حدوث إصابة فعلية بالعدوى.
وخلال الأعوام العشرين الماضية، لم تُسجل سوى أربع حالات ناجمة عن الفيروس الميت أو الضعيف في اللقاح، اثنتان منها في أوكرانيا، وثالثة في طاجيكستان، ورابعة في إسرائيل، حسبما ذكرت “رويترز”.
ويقول خبراء الصحة إنه عندما يكون مستوى التطعيم ضعيفا في مكان ما، فإن الفيروس الذي جرى إضعافه بوسعه أن يعيش لمدة طويلة وربما يتحور وينتقل إلى صيغة أشد فتكا.
ويؤدي الفيروس إلى إصابة 1 من بين كل 200 طفل مصاب بشلل غير قابل للشفاء، بينما يموت ما بين 5 و10 في المئة منهم إذا امتد المرض للجهاز التنفسي.