اقترب الموسم الكروي في أوروبا من الانتهاء، وسط سباق بين الأندية للتتويج بالألقاب، وصراع آخر بين اللاعبين من أجل الظفر بالأرقام القياسية والألقاب الفردية للمنافسة على لقب الأفضل في العالم.
وتعد جائزتا “ذا بيست” التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والكرة الذهبية التي تمنحها مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية، الأبرز في العالم، حيث يهدف اللاعبون الأبرز للتتويج بهما.
سياسة الجوائز
وأجرت “فرانس فوتبول” مؤخرا تعديلا في سياسة الجائزة، لتُمنح عن أداء اللاعب خلال الموسم من أغسطس إلى يوليو، بدلا من السنة الميلادية، وهي نفس السياسة التي يتبعها الفيفا في جائزته.
وستعتمد “فرانس فوتبول” في التصويت على صحفيي البلدان المصنفة في المراكز من 1 إلى 100 حسب تصنيف الفيفا، مما يعني تقليل عدد المصوتين من الإعلاميين، على أن يكون المعيار الفردي هو الأول يليه الأداء الجماعي، ثم اللعب النظيف.
أما في “ذا بيست” فتقسم الأصوات إلى 4 مسارات، بواقع 25 بالمئة لكل مسار، الأول لقائدي المنتخبات حول العالم، والثاني لمدربي المنتخبات، والثالث للصحفيين (ممثل لكل دولة)، وأخيرا تصويت الجماهير عبر موقع الفيفا الرسمي.
ويرى وليد الحديدي الناقد الرياضي والصوت الممثل للصحفيين المصريين في جائزة “ذا بيست”، أن عددا من اللاعبين قدموا نفسهم بشكل رائع هذا الموسم، وأبرزهم كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد الإسباني، ومحمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي.
وأضاف الحديدي في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”: “الموسم لم ينته بعد. لقطة النهاية في الموسم مهمة جدا في التقييم، والتتويج بدوري أبطال أوروبا سيؤثر بشكل كبير على هوية الفائز بجوائز الأفضل”.
وأكمل الصحفي المصري: “بنزيمة أيقونة ريال مدريد هذا الموسم. هو قائد حقيقي ويقدم مستوى مبهرا، وصلاح أهم لاعب في تشكيلة ليفربول الهجومية، وما يقدمه سبب رئيسي في منافسة ليفربول على البطولات، ويظل الاسمان هما الأبرز لنيل الجائزة حتى الآن”.
واختار الحديدي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ الألماني منافسا ثالثا خلف بنزيمة وصلاح، وخلفهم السنغالي ساديو ماني لاعب ليفربول، فيما لم يستبعد ترشح كيفين دي بروين لاعب مانشستر سيتي حال التتويج بالدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا مع فريقه، قائلا: “أتوقع أن يفوز بالجائزة لاعب لم يسبق له الحصول عليها”.
واستبعد الثنائي الأبرز خلال العقدين الأخيرين كرستيانو رونالدو وليونيل ميسي، مشيرا إلى أن دخول أحدهما في قائمة الخمسة الأوائل “سيكون مفاجأة، لوجود لاعبين يقدمون مستوى أفضل هذا الموسم”.
وتابع الناقد الرياضي: “الكرة الذهبية تعتمد على الأداء الفردي، لكن في حالة اقتراب المستوى فإن المساهمة في الألقاب سترجح الكفة، ومن الممكن أن يفوز لاعب بالجائزتين”.
وعن إمكانية ترشح لاعب عربي آخر بجانب صلاح، اختار الحديدي الجزائري رياض محرز لاعب مانشستر سيتي ليتواجد في القائمة المبدئية على الأقل، المكونة من 30 لاعبا في جائزة “فرانس فوتبول“.
أرقام استثنائية لصلاح
وعاد صلاح لتألقه مع ليفربول مؤخرا، بعدما سجل هدفين في رباعية فريقه بشباك مانشستر يونايتد بالدوري الإنجليزي، ليزور الشباك بعد غياب 38 يوما، ويبتعد بصدارة هدافي الدوري الإنجليزي برصيد 22 هدفا، بفارق 5 أهداف عن أقرب ملاحقيه سون هيونغ مين مهاجم توتنهام هوتسبير.
ووصل إجمالي أهداف صلاح هذا الموسم مع ليفربول إلى 30 هدفا في جميع المسابقات.
ويأمل صلاح في قيادة ليفربول للتتويج بالرباعية، بعدما نجح في قيادة الـ”ريدز” للتتويج بكأس كاراباو بضربات الترجيح على حساب تشلسي، فيما تنتظر الفريقين مواجهة مكررة في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، ومازالت المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي مستمرة وسط صراع قوي بين ليفربول ومانشستر سيتي المتقدم بفارق نقطة.
وبالتوازي تأهل ليفربول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث تنتظره مواجهة أمام فياريال الإسباني، وفي حالة تجاوزها سيلتقي في المباراة النهائية يوم 28 مايو، الفائز من مانشستر سيتي وريال مدريد.
كما سيكون هدف صلاح الرائع في شباك مانشستر سيتي في أكتوبر 2021، مرشحا بقوة للتتويج بجائزة بوشكاش لأفضل هدف في الموسم.
“الديك” يتلألأ
أما بنزيمة فقد نجح في تسجيل 3 أهداف “هاتريك” في مباراتين متتاليتين بدوري أبطال أوروبا، أمام باريس سان جرمان الفرنسي وتشيلسي في دور الـ16 والـ8، ليصبح رابع لاعب في التاريخ يسجل ذلك الرقم.
وسجل بنزيمة هذا الموسم 25 هدفا بالدوري، و12 هدفا بدوري أبطال أوروبا، ويقود النجم الفرنسي فريقه لصدارة الدوري الإسباني بفارق مريح للغاية، حيث نجح في حسم العديد من المباريات، أبرزها أمام إشبيلية عندما سجل هدف الفوز القاتل في الوقت بدل الضائع ليمنح لفريقه 3 نقاط، جعلته قريبا من التتويج باللقب.
ومع اقتراب بنزيمة من قيادة ريال مدريد للتتويج بالدوري، يسعى اللاعب أيضا لقيادة الفريق الملكي للتتويج بدوري أبطال أوروبا بعد الوصول لنصف النهائي أمام مانشستر سيتي.
أسد التيرانغا
زادت أسهم ماني في الترشح بقوة لجائزة الأفضل بعد قيادته السنغال للتتويج بكأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى في التاريخ، وكذلك التأهل لكأس العالم لثالث مرة بعد نسختي 2002، و2018.
وأتت أهمية التتويج والتأهل بتحقيقها على حساب المنتخب المصري بقيادة صلاح.
وسجل ماني هذا الموسم 14 هدفا ليصبح ثالث هدافي ليفربول بعد صلاح بـ22 هدفا وديوغو جوتا بـ15 هدفا، وخامس هدافي الدوري الإنجليزي.
كما سجل ماني 3 أهداف لليفربول في دوري الأبطال هذا الموسم، ويسعى للمساهمة في تتويج فريقه برباعية الدوري ودوري الأبطال، وكأس كاراباو وكأس الاتحاد الإنجليزي.
سلاح سيتي الفتاك
يعد النجم البلجيكي أحد أهم الركائز الأساسية في تشكيلة المدير الفني جوسيب غوارديولا مع مانشستر سيتي.
ونجح دي بروين هذا الموسم في تسجيل 11 هدفا وصناعة 3 أهداف، فيما سجل هدفا وحيدا في دوري الأبطال أمام أتليتكو مدريد الإسباني في ربع النهائي، وهو الذي منح فريقه بطاقة العبور للمربع الذهبي.
وبعد خسارة الفريق للقبي الكأس، مازال أمام دي بروين فرصة كبيرة لقيادة سيتي للتتويج بثنائية دوري الأبطال والدوري.
وفي حالة تحقيق مانشستر سيتي دوري الأبطال، ستكون المرة الأولى في تاريخه الذي يحقق ذلك اللقب.
الهداف الاستثنائي
النجم البولندي هو هداف الدوريات الكبرى، حيث سجل 32 هدفا في 30 مباراة بالدوري الألماني.
ورغم وداع بايرن ميونيخ لدوري الأبطال من الدور ربع النهائي أمام فياريال، فإن ليفاندوفسكي سجل 13 هدفا تضعه في صدارة هدافي البطولة الأوروبية.
وخسر بايرن ميونيخ فرصه الفوز بكأس ألمانيا بعد خسارته الكبيرة أمام موشنجلادباخ بخماسية نظيفة في الدور الثاني من البطولة.
وفي السياق ذاته، نجح ليفاندوفسكي في تسجيل هدف ضمن ثنائية منتخب بلاده في مرمى السويد بالمرحلة الحاسمة المؤهلة للمونديال، ليقود بولندا إلى كأس العالم 2022 في قطر.