أثار قرار الرئيس الأميركي، جو بايدن سحب مليون برميل نفط يوميا من الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي لمدة 6 أشهر جدلا واسعا، إلا أن محللين أرجعوه لـ3 أسباب؛ بينها: “الحفاظ على شعبيته، وزيادة الضغوط على روسيا”.
واتهم بايدن شركات النفط في بلاده بالاستمتاع بتحقيق أرباح قياسية بينما يدفع الأميركيون أسعارا مرتفعة للبنزين، وقال إنه يتعين على الشركات استخدام الأموال لإنتاج المزيد من النفط أو إعادة تشغيل الآبار المعطلة بدلا من الدفع للمستثمرين.
وأضاف: “هذا ليس الوقت المناسب لتحقيق أرباح قياسية، لقد حان الوقت لإعلاء مصلحة بلدكم”، لافتا إلى أنه وجّه بسحب مليون برميل يوميا من الاحتياطي الاستراتيجي النفطي لمدة 6 أشهر”.
وقفزت تكلفة النفط في الأسابيع الأخيرة، إذ وصل خام برنت إلى 139 دولارا للبرميل بعد الحرب الروسية في أوكرانيا والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على موسكو، ورغم تراجع أسعار الطاقة منذ ذلك الحين، لكن أسعار خام برنت لا تزال أعلى بنسبة 70% تقريبا مما كانت عليه قبل عام، وبعد تصريحات بايدن، الخميس، حول السحب من الاحتياطيات الاستراتيجية، تداعى النفط بالهبوط 5 دولارات.
خفض الأسعار
وتعقيبا على ذلك، قال كيث بويفيلد، زميل معهد الشؤون الاقتصادية في لندن، “من الواضح أن الهدف من القرار خفض سعر خام برنت. إنه التزام طويل الأجل، لذا فإن التأثير سيكون طويلا، تماما كما حدث في السبعينيات”.
وأضاف بويفيلد، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”: “سيتم التركيز على الزيت الصخري الأميركي، غير أن المشكلة الرئيسية المتعلقة به هي أنه يستغرق الأمر عاما على الأقل لرفع الإنتاج بشكل كبير، لا يبدأ عمال الحفر في جني الأرباح حتى يشهدوا عائدا قدره 50 دولارا للبرميل. لذلك ينبغي أن تحفز الأسعار الحالية الاستثمار في النفط الصخري مع التحرك لمعالجة الاختناقات”.
وأشار إلى أن “الارتفاع الحاد في أسعار النفط سيكون بمثابة محفز لاستخدام أكثر كفاءة للهيدروكربونات. هذه المرة سنشهد تحولا أكبر إلى الدفع الكهربائي، بينما أتحدث الآن يقوم مجلس بلدي محلي هنا في وستمنستر، وسط لندن، بتركيب موجة من منافذ الشحن الكهربائي الجديدة للسيارات، سيصبح توجها عاما”.
شعبية بايدن
المحلل العراقي، هاشم عبدالكريم، قال: إن بايدن بدأ السحب من النفط الاستراتيجي المخزن في الكهوف؛ بهدف خفض أسعار الوقود ومن ثم تقليل غضب الأميركيين والحفاظ على الأغلبية في مجلسي الكونغرس خلال الانتخابات المقررة في الثامن من نوفمبر المقبل.
وأشار إلى أن شعبية بايدن تدنّت خلال الآونة الأخيرة بنسب عالية، وما يعزز هذه المخاوف لدى الديمقراطيين فوز المرشحين الجمهوريين في انتخابات 2021 في نيوجيرسي وفرجينيا ونيويورك.
وأوضح أن السبب الثاني يتمثل في زيادة الضغوط على روسيا، حيث أكد بايدن أن واشنطن لن تدع بوتن يستخدم موارده في مجال الطاقة “سلاحا”، مؤكدا أن قرار بايدن جاء بعدما طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتن المشترين الأجانب بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل، وإلا ستقطع موسكو الإمدادات عنهم.
ولفت إلى أن السبب الثالث يتمثل في مراوغة إيران في مفاوضات فيينا، حيث إن طهران كان يُنظر على أنها البديل للوقود الروسي، وهو ما أكدته العقوبات الأميركية الجديدة على مزودين لبرنامج إيران للصواريخ البالستية.
وفي مذكرة بحثية، قال محللو السلع في بنك “غولدمان ساكس”: إن الإفراج عن الاحتياطيات الأميركية سيساعد سوق النفط على إعادة التوازن في عام 2022، لكنه لن يحل عجزها الهيكلي.
وقال تقرير غولدمان ساكس: إن هذه الخطوة قادرة على إعادة التوازن لأسعار النفط، في عالم خال من الاحتياطات اللازمة لأوقات الطوارئ.
ووفق صحيفة “فاينانشيال تايمز” الأميركية، فإن “السحب الجديد هو الأكبر الذي تم الإعلان عنه على الإطلاق، وسيستمر 6 أشهر، مما يؤدي إلى استنزاف ما يقرب من ثلث الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للولايات المتحدة، وسيؤدي التراجع إلى رفع الاحتياطي إلى أدنى مستوى له منذ عام 1984”.
ووفق صحيفة “فاينانشيال تايمز، فإن “السحب الجديد هو الأكبر الذي تم الإعلان عنه على الإطلاق، وسيستمر 6 أشهر، مما يؤدي إلى استنزاف ما يقرب من ثلث الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للولايات المتحدة وسيؤدي التراجع إلى رفع الاحتياطي إلى أدنى مستوى له منذ عام 1984”.
يُذكر أن احتياطات النفط الاستراتيجية هي مخزون ضخم من النفط يستخدم في حالات الطوارئ، ويتم الاحتفاظ به في حاويات ضخمة تحت الأرض بولايتي تكساس ولويزيانا.