أثار قرار بقطع شبكة الإنترنت لمدة ثلاث ساعات يوميا، اعتبارا من السبت، خلال فترة خضوع الطلاب لامتحانات الشهادة الثانوية، جدلا كبيرا في السودان، خاصة أن الامتحانات تمتد لنحو أسبوعين.
وحالة الغضب التي تسبب بها القرار، تعود إلى أنه سيؤدي كذلك إلى تعطيل الخدمات المصرفية والدفع الإلكتروني، وغيرها من الأنشطة والأعمال، خصوصا أن الساعات الثلاث المحددة تعد من أكثر الأوقات حيوية في يوم العمل السوداني.
ولجأت الحكومة، العام الماضي، إلى قطع خدمة الإنترنت عقب ظهور حالات غش واسعة في امتحانات الشهادة الثانوية. وتمت حالات الغش، وقتئذ، في السودان، من خلال تبادل الأسئلة والأجوبة بين الطلاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يذكر أن نحو نصف مليون طالب وطالبة في السودان، يخضعون لامتحانات الشهادة الثانوية على مستوى البلاد.
وزارة الاتصالات تعترض
وأوضح مصدر حكومي من وزارة الاتصالات في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن وزير الاتصالات “اعترض على قطع الإنترنت، لكن هناك إصرار كبير من وزارتي التربية والداخلية على إيقاف الخدمة، أثناء جلوس الطلاب لاجتياز الامتحانات”.
وأشار المصدر إلى أن الوزارتين تبرران اتخاذ القرار بـ”وجود ضعف أمني في بعض المناطق”، لكن الوزير أشار في تقرير قدمه لمجلس الوزراء، إلى أن حجب الخدمة “يدخل ضمن نطاق قضايا حقوق الإنسان”.
وذكر المصدر أن اللجنة العليا لامتحانات الشهادة السودانية أوصت بحجب خدمة الإنترنت، لمنع حالات الغش في الامتحانات، من خلال إصدار قرار بواسطة النائب العام وتعهدت اللجنة لوزارة الاتصالات بـ”عدم تكرار هذه الإجراءات العام المقبل”.
وأكد المصدر الحكومي أنه “أصبح في حكم المؤكد أن يجري قطع الإنترنت، اعتبارا من السبت المقبل، في تمام الساعة الثامنة صباحا بتوقيت السودان”.
وأضاف: “نتوقع صدور أمر من النيابة العامة لشركات الاتصالات بإيقاف الخدمة، للحفاظ على امتحانات الشهادة الثانوية من حالات الغش عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
ويشترك نحو 20 مليون شخص في السودان في خدمة الإنترنت، عبر شبكات الهواتف النقالة.
قصور حكومي
من جانبه، رأى خبير الاتصالات، إبراهيم يوسف، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن حجب خدمة الإنترنت لدواعي الامتحانات “غير مبرر”.
وأوضح أنه “كان ينبغي على السلطات المختصة إيجاد حلول لمنع حالات الغش عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل إحكام السيطرة الأمنية على المدارس وقاعات الامتحان”.
ونبه إلى أن قطع خدمة الإنترنت يؤدي إلى “تعطيل خدمات الدفع الفوري عبر تطبيقات البنوك، وحرمان المشتركين من وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام البريد الإلكتروني”.
وأردف: “هذا الإجراء يشوه صورة البلاد ويجعلها غير قادرة على تأمين المدارس، وبالتالي اتباع الحلول السهلة والقاسية في نفس الوقت”.
أمن قومي
في غضون ذلك، قال وزير الداخلية السوداني، عز الدين الشيخ، إن امتحانات الشهادة الثانوية “مسألة أمن قومي”.
وأعلن الشيخ في تصريحات صحفية، الأربعاء، أن اللجنة العليا لتأمين الشهادة السودانية تعتزم اتخاذ إجراءات عالية لتأمين امتحانات الشهادة الثانوية، ودعا إلى عدم الالتفات للشائعات.
لكن الخبير في مجال الاتصالات والتقنية الرقمية، عارف عبد القادر، قال لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الأفضل أن يتم قطع الإنترنت فقط عن المراكز التي يجلس فيها الطلاب للامتحانات.
وأكد أن هذا الإجراء “ممكن من الناحية التقنية”، إذ يحتاج فقط لمعدات تعمل على تشويش الإشارات، ومن ثم تعطيل خدمة الإنترنت في محيط مراكز الامتحانات.